الاثنين، 18 أبريل 2011

عودة القدس

عودة القدس
إخترتها من ديوان الصديق الأستاذ سليمان محمد غزال وفقه الله " ديوان همسات الفؤاد
إعداد محمد الصناديدى
المشهد الأول
( المسرح مضاء، يتوسطه مجلس السلطان صلاح الدين، ومعد لاستقبال أمراء المناطق العربية )
.
السلطان صلاح الدين الأيوبي.
( يدخل السلطان صلاح الدين ومعه مرافقه، يلمح طفلاً ).
( لمرافقه ) أهذا هو الطفل ؟.
نعم يا مولاي السلطان.
أأنت السلطان ؟ لم أنت سلطان.؟ ألا يمكن أن ترجع لي أمي وأخوتي الذين قتلهم الأعداء.
لا .. لا .. أستطيع أن أحييهم، ولكني أعدك بالحماية والأخذ بالثأر لأمك، وإخوانك الأبرياء. وأني لأقسم أن أجعل هذه الأرض التي روتها دماء الأبرياء مقبرة للغزاة  الآثمين !.
أسمعت يا مولاي السلطان بالمجزرة الرهيبة ؟. إننا لسنا في قوتهم ومع ذلك لا أستطيع أن أضحي بجنودي ما دامت المعارك بعيدة عن أرضي !.
إن هدفهم الأرض العربية وخيراتها، متذرعين بالدين، وهؤلاء الغزاة ما جاءوا إلا للسرقة والنهب والاحتلال، وإضعاف الأمة المسلمة، وسلب مسرى الرسول صلى الله عليه وسلم.
متخذين القدس بما فيه المسجد الأقصى حجة، والدين وسيلة ونحن إن لم نتحد في وجه العدوان ونتضامن، قضوا علينا جميعاً.
لنفرض أننا اتحدنا، فإنهم ما زالوا أكثر منا ولديهم من السلاح ما لا نملك !.
وهدفهم إضعاف الجبهة العربية، وإضعاف الأمة الإسلامية في عقيدتها حسداً من عند أنفسهم !.
أيها الأمير، لا أظن أننا رغم قلة ما نملكه من السلاح نتخاذل في الدفاع عن مقدساتنا ! إن لم نتساعد، وقفت وحدي في مواجهتهم، ولو دفعت حياتي ثمنا. أما القدس فلن يظلوا بها ما بقيت.
لا .. لا .. أعتقد أنك تستطيع المقاومة وحدك .. هذا مستحيل.
وحدي ! لن أكون وحدي .. سيكون الله معي .. وكذلك صالح المؤمنين !.
ولن أطلب العون من قلوب خلت من الإيمان وامتلأت بالخوف !.
( يخرج الأمراء منسحبين من المجلس ).
جبناء .. كلهم جبناء .. تركوني وحدي ..
لن تكون وحدك فالوطن العربي مرجل يغلي، وأنا وقومي معك.
وأنا أيضاً.
( السلطان يتقدم نحو الطفل ويربت على كتفه ويمسح رأسه ).
ما على قومي إذا كان لهم نصف شجاعتك أيها الصغير ..
أيأذن لي مولاي السلطان أن أسمعك نعيهم على أيدي أقوامهم وأراهن ذلك بسيفي إن لم يكن بسيوفهم !.
العقل أحياناً يا أخي ! أنفع من السيف البتار، وأنا أحتاج الوقت لأجمع الرجال وأهيئ الجيوش لسحقهم !.
ولكن متى تحارب أيها السلطان ؟.
سنحارب .. لكن حربنا تختلف .. يجب ألا يشعروا بنا. يجب أن نظهر أمامهم فجأة. في أي مكان !. وفي أي زمان !. سنكون لهم كابوساً لا يغيب عن أنظارهم !. وسيرتعدون لدى سماعهم بزحف جحافلنا. وسيندمون على دخولهم ديارنا !!.
الحاجب :

السلطان :
المرافق :
الطفل :

السلطان :

 
أمير دمشق:

السلطان :

 
 
 
أمير عكا :

 
السلطان :

 
أمير دمشق:
السلطان :
السلطان :
المرافق :
الطفل :
السلطان :
المرافق :
السلطان :
المرافق :
السلطان : 
المشهد الثاني
مجلس الفرنجة
   ( يجلس ريتشارد قلب الأسد ملك إنجلترا، وفريدريك برباروس الألماني وفيليب أغسطس الفرنسي،
     وقائدان هما سيرتوماس، سيرجون )
( موجهاً كلمة لريتشارد ) هذه رسالة لك يا سيدي !.
إقرأها حتى نسمع ما فيها يا سيرتوماس !.
بسم الله الرحمن الرحيم .. من صلاح الدين الأيوبي سلطان المسلمين، إلى ريتشارد قلب الأسد ملك الإنجليز: ( السيف الذي يرفع في وجه النساء والأطفال سأحطمه ).
التوقيع / صلاح الدين الأيوبي.
إنه جوارنا ولا يظهر لنا.
ظني أنه يتظاهر بالخوف !.
نحن لن يتسرب الخوف إلينا، يجب أن نواصل لتحقيق هدفنا !.
إننا لا نستطيع أن نتوجه إلى القدس، وقد قطعوا الطريق إليها ورأيي أن نصمد ونصبر كما يفعل صلاح الدين.
نصبر .. نصبر .. حتى يشتد ويزداد قوة !.
انتظار صلاح الدين .. وصدره الخوف، ليس غيره !.
لقد ظهر دون أن نراه، ولكنه في جوارنا يخطط لهلاكنا دون أن يكشف عن نفسه.
نحن في طريق لا ندري إلى أين يقودنا ؟!. وأخيراً يظهر صلاح الدين .. ويا لهول يوم ظهوره !.
ما هي خطتك إذن أيها القائد ؟.
خطتنا هي أن نعسكر هنا بانتظار العون الذي سيأتينا من أوروبا عن طريق البحر !.
أنا أخالفكم الرأي يا سيدي ! فهذه ليست خطة حرب .. كما أنا لسنا في نزهة .. نحن ننتظر، وهم يتحركون !. حتى إذا أردنا العودة، كانت جيادنا في حالة لا تستطيع معها السير من طول ما استراحت وترهّلت.
سيدي ملك فرنسا على حق !. كانت حملتنا من أجل الحرب، لا من أجل الانتظار !. يجب أن تتحلى بروح الجندي المقدام يا عزيزي ريتشارد !.
عزيزي الفارس فريدريك هل تظنني خائفاً ؟!.
لست أنا من يظن ذلك !؟. بل صلاح الدين !.
أنا وحدي قائد الجيش .. والأمر أمري .. وسننتظر حتى يصلنا المدد الذي طلبنا .. يومها ستكون الضربة القاضية فوق حطين على مشارف بحيرة طبرية ..! ( ينصرف ).
( يردد ) ... كان يجب أن يلقبوه قلب الهر، لا قلب الأسد !.
 
سيرتوماس:
ريتشارد :
سيرتوماس:

 
سيرجون :
سيرتوماس:
ريتشارد :

 
فريدريك :
فيليب :
فريدريك :
فيليب :

فريدريك :
ريتشارد :
فيليب :

 
فريدريك :

ريتشارد :
فريدريك :
ريتشارد :

فيليب :

 
ثلاثة مجموعات على المسرح ( كل منها ثلاثة أشخاص ) بعضهم يقطع المسرح ذهاباً وبعضهم إياباً ( والأقوال تسمع من كل مجموعة ).
ما أعظم بسالة الجيش العربي !  لقد لقنوهم درساً لن ينسوه يستعدون ويهجمون ويقلقون مضجع العدو !.
لقد قطعوا طريق الحجاج إلى مكة والبقاع المقدسة، وأسروا ابنة الملك الصالح وأخت صلاح الدين !. لقد أقسم صلاح الدين أن يؤدبهم شر تأديب !. لقد دعا إلى اجتماع الأمراء لوضع خطة لتحرير القدس !؟.
1-              سمعت أنه أسر في المعركة الأخيرة.
2-              أنه مريض وملازم  الفراش.
3-              سمعت ما يقال عن السلطان، قد يكون مريضاً، ولكنه لا يلازم الفراش
أبداً !.
        ( يخرج للجميع، يدخل السلطان ومرافقه )
المشهد الثالث

 
المجموعة الأولى:

المجموعة الثانية:

 
المجموعة الثالثة:

إني أشعر من وقت وصولك أنك قلق، وأنك تخفي شيئاً ! ألا تبوح به ؟.
مولاي السلطان ! أنا ....
إحساسي بك لا يكذب !.
مولاي صلاح الدين .. أنا .. فليكن .. وسط هذه الهجمات المظفرة، أنا فخور بما حققت، ولكن يراودني سؤال. هل نسي السلطان عرب القدس الشريف ؟!.
أقول لنفسي هل نسي الهدف الذي أقسم يوماً أن يصل إليه ؟!. إعادة المسجد الأقصى مسرى الرسول الكريم وتأمين أهل القدس وحقهم في أرضهم المسلوبة لأنهم لا حول لهم ولا قوة !. ولكن لا. ثم لا .. صلاح ا لدين لا ينسى أهله .. ولا يترك لهؤلاء الغزاة أن يفسدوا في الأرض العربية .. إذن هناك سر يخفيه السلطان حتى عن صديق عمره !.
ليس هناك سر يا أخي الفاضل، إنما هي خطة، ولكن تشبث الصليبيين بالخيرات التي تدرها الأرض المقدسة، وإشغال المسلمين عن ملاحقتهم ونشر دينهم، يجعل انتزاعها منهم ليس بالعمل السهل !. يجب أن نكون مستعدين للجهاد .. ومتأكدين من قدراتنا حتى نتجنب مزيداً من إراقة الدماء، وحتى اليوم لم نكن مستعدين على الوجه المطلوب.. لكن الآن !.
تأتيني بأخبار جديدة يا مولاي !.
أنت كنت تعلم شيئاً عن ذلك ..
لمولاي السلطان عبقريته .. ولشخصي الضعيف تجاربه !.
إذن ....
إن تشريفك المفاجئ الليلة، يجعلني اشعر أنك تحمل لي نبأ !.
اتفاق الأمراء العرب.
على توحيد قواتهم لاسترداد الحق السليب.
و .... و ....
وقد حانت ساعة الصفر للتخلص من هؤلاء الغزاة.
هو ذاك .. هو ذاك .. ( يدخل أحد الحجاب ).
مولاي حضر القائد ناصر الدين من القدس !.
أدخله فوراً .. فأنا في انتظاره !. ( يدخل القائد ناصر الدين ).
مرحباً .. مرحباً بالقائد ناصر الدين. كيف حالك ؟ وما أخبار أخواتنا في القدس العربية.
إخواننا في القدس في أسوأ حال .. لا أمل لهم غيرك أيها السلطان بعد الله تعالى !.
ينتظرون ساعة قدومك والخلاص ... إنهم يعيشون في الظلام والفزع يمزق قلوبهم، والخوف يغزو القلوب من هجمات الأعداء. الذين زرعوا أغصان الزيتون تحولوا إلى مشردين ! تقذفهم الأرض الطيبة التي امتلكوها منذ الوجود أجيال وأجيال !.. إنهم جياع ! وما زالوا يحلمون بالخلاص .. سائلين الله النصر على أيديكم !.
( يدخل الحاجب ).
مولاي السلطان ! الكارثة وقعت !.. لقد احتل الغزاة جبل حطين .. وهاجموا القدس الشريف ببعض كتائبهم !.
إجمع القواد في الحال .. هيا.
( يدخل خمسة قواد ويشرح لهم على خارطة خطة التحرك ).
هنا مورد الماء الذي يعتمد عليه الأعداء من بحيرة طبرية ويضعونها في صهاريج. لو أننا دمرنا هذه الصهاريج .. ووزعنا بعض الكتائب لسد الطريق إلى البحيرة، يسهل الضغط عليهم ولحرمناهم الماء فلو استبد بهم العطش، فسيحاولون النزول ببعض قواتهم إلى البحيرة لفتح الطريق إليها، وتأمين حاجتهم من الماء !.
ولكن الطريق مفتوح إلى البحيرة، والجبهة عريضة لا يكفي لها قلة من الكتائب، ولا يمكن الدفاع عنها بقواتنا الحالية !.
كم عدد جيش الفرنجة يا أخي الفاضل ؟!.
عدد الفرنجة مائة وعشرون ألفاً يا مولاي !.
مائة وعشرون ألفاً، ونحن أربعون ألفاً فقط !.
كم من فئة قليلة غلبت فتة كبيرة بإذن الله. لقد كان المسلمون في غزوة بدر ثلاثمائة بينما كان المشركون ألفاً، وما النصر إلا من عند الله.
 
 
صدقت يا أخي الفاضل ! فلنعد لخطتنا أيها المجاهدون !. لنضيق هذه الجبهة العريضة قدر الإمكان وإلى أقصى حد ممكن ولنشعل ا لنار على طول الطريق إلى بحيرة طبرية لمنعهم من التقدم فلا يبقى أمامهم إلا الممر. وهنا سيضطر الأعداء لاقتحام الممر بأية تضحيات تأميناً للماء.
بخطة مشابهة انتصر المسلمون في غزوة بدر ...
سدد الله خطاك يا مولانا السلطان ..
على الله توكلنا .. هبوا يا رجال !.
( مؤثرات صوتية للمعركة .. ستار .. )

السلطان :
المرافق :
السلطان :
المرافق :

 
 
 
 
السلطان :

 
 
 
المرافق :
السلطان :
المرافق :
السلطان :
المرافق :
السلطان :
المرافق :
السلطان :
المرافق :
السلطان :
الحاجب :
السلطان :

 
القائد ناصر:

 
 
 
 
الحاجب :

السلطان :

السلطان :

 
 
قائد ( 1 ) :

السلطان :
المرافق :
السلطان :
المرافق :

 
 
السلطان :
قائد ( 2 ) :
القواد :
السلطان : 
المشهد الرابع
مؤثرات صوتية: الله أكبر .. الله اكبر. الله أكبر .. الحمد لله .. الحمد لله ... الحمد لله.
( يدخل السلطان ومرافقه ).
الحال مستتب يا مولاي في القدس .. وأيامها كلها أفراح وانتصارات .. دائمة ..
دائمة يا مولاي !.
الحمد لله .. نصرنا دينه .. والتزمنا شرعه الحنيف .. وحرصنا على قيمه .. فنصرنا .. وما النصر إلا من عند الله لم يكن النصر كسب أرض .. بقدر ما كان تدعيماً لقيم الإسلام الخالدة. كيف حال الملك ريتشارد ؟ ألم يشف بعد ؟ ما حال إصابته ؟.
لقد طاب يا مولاي ! وهو بخير والحمد لله.
اطلبوا منه أن يشرفنا في مجلسنا ..
( المرافق يشير إلى الحاجب ).
أيها الحاجب: إذهب فاستسمح الملك بالحضور لحضرة مولانا السلطان !.
( يدخل الملك ريتشارد إلى المسرح ).
عمت مساء أيها السلطان !.
تحيتنا أيها الملك ! السلام .. السلام عليكم ورحمة الله ... ديننا يأمرنا بالسلام، وأنا لا أريد رأسك، ولكن أريد يدك الممدودة بالسلام.
أي سلام.
ماذا يفيدنا قتلك ؟!.
إنما يفزعك أن تراني أدخل القدس.
تستطيع قريباً أن تزور القدس التي تحت السيادة العربية بإذن الله !.
لقد كنت أظن أنني أستطيع الاستيلاء على القدس مهد المسيح !.
وهي أيضاً مسرى الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، وفي إمكانك ذلك فالمسيحية هنا تحترم وتصان .. وأنت تعلم أن القدس عربية مسلمة ويقطنها العرب المسلمون .. فحقن الدماء خير عند الله ودعا إليه المسيح عليه السلام.
ولكنك لا تعرف يا سلطان المسلمين ! النبلاء في أوروبا ينتظرون عودتي وقد حققت لهم ما يتمنونه من احتلال للأرض المقدسة.
إنك كنت تغامر من أجل حلم كاذب، ومجد شخصي .. تدفع بالعمال والفلاحين والحطابين في الجبال والبسطاء من الناس لتكون ملكاً، تبحث عن أكاليل الغار من أجل المجد الشخصي !. ولو لا أن هذه الليلة هي ليلة مولد المسيح، وتحتفلون بها لكان لي معك شأن آخر !.
قلب الأسد يتقدم إليك يا سلطان المسلمين !. راجياً أن تقبل يده الممدودة بالسلام ..
قاتل الله الحرب ... قاتل الله الحرب.
ذات يوم خشيت على ريتشارد من ريتشارد.
أما اليوم فأنت ريتشارد الذي أعرفه !.
أمامك ملك مهزوم، يستسلم فما هي الشروط التي يمليها المنتصر على المهزوم ؟.
لا شروط لدي !.
ولكن نتعاهد على أن تغادروا الأرض .. وعلى أن نرحب بكم للحج إلى الأرض المقدسة.
الجندي الذي يبذل حياته في صمت من أجل ما يؤمن به خير من القائد الذي يعود ليلقى مكافأة من الهتافات وأكاليل الغار !.
       السلطان وريتشارد في صوت واحد:
والذي ينزل من كبريائه، ويسمع لصوت الحق .. ويدعم القيم الإيمانية والإنسانية أفضل من الجميع !.
إن الحياة تتسع للجميع، والحرب لا يمكن أن تكون قانون الحياة !.
وما ترك قوم الجهاد إلا كتب الله عليهم المذلة، وهذا واجبنا نصرة الحق.
وداعاً أيها السلطان العادل !.
وداعاً أيها الملك الحكيم ! وداعاً وإلى اللقاء !.
شكراً لك يا رب ! شكراً لك يا ولي النعم !.
شكراً لك يا رب ! يا رب ... يا رب .. يا رب ..
 
المرافق :

السلطان :

 
المرافق :
السلطان :

المرافق :

ريتشارد :
السلطان :

ريتشارد :
السلطان :
ريتشارد :
السلطان :
ريتشارد :
السلطان :

 
ريتشارد :

السلطان :

 

ريتشارد :

السلطان :

ريتشارد :
السلطان :

 
ريتشارد :
السلطان :

 
 
ريتشارد :
السلطان :


الأحد، 17 أبريل 2011

رآن

المرور

الـتــــهـــــــــور
المشهد الأول
[ يفتح الستار ويكون هناك عدد من الطلاب جالسين على كراسي ، والمعلم يشرح لهم موضوع في مادة الوطنية عن أسبوع المرور] المعلم : نعلم يا شباب أن السيارة من نعم الله تعالى علينا التي أنعم بها على الإنسان ، ولكن السيارة سلاح ذو حدين .
إذ أن استخدامها بالشكل الصحيح والسليم تكون فائدة للإنسان ، أما في حالة العبث بها فإنها ستكون نقمة على البشرية
أحمد : ( يرفع يده )
المعلم : تفضل يا أحمد
أحمد : شكراً لك على هذا الموضوع الجميل ، ولكن كيف يمكن أن تكون السيارة نعمة ؟ وكيف يمكن أن تكون نقمة ؟
المعلم : أحسنت يا أحمد هذا سؤال جميل . يعلم الجميع أن السائق المثالي هو ذلك السائق الذي يلتزم بقواعد وأنظمة المرور ، فتجده يحترم إشارات المرور الضوئية منها أو اللوحات الإرشادية وتجده مستخدماً لحزام الأمان ، وكذلك تجده ـ وهو الأهم ـ تجده متقيداً بالسرعة النظامية المحددة على الطرق السريعة . فإذا أصبح كل السائقين كذلك فإن الحوادث بإذن الله تعالى سوف تقل وتصبح بذلك السيارة نعمة على الإنسان .أما إذا كان السائق متهوراً في قيادته ، غير مبالٍ بقواعد وأنظمة المرور فإن الحوادث سوف تكون كثيرة والوفيات والإصابات فادحة ومفجعة والخسائر متزايدة ، بذلك تكون السيارات نقمة على الإنسان .
أحمد : لو سمحت يا معلمي . هل لي بسؤال ؟
المعلم : تفضل يا أحمد .
أحمد : الحمد لله يا معلمي . حكومتنا ما قصرت فقد قامت بإنشاء الطرق السريعة المعبدة . وهذا يريح السائق وتجعله يسرع بدون أي خوف أو قلق .
المعلم : أولاً شكراً على هذا السؤال . ثانياً ليعلم الجميع يا أحمد أن محاور القيادة ثلاثة ، كل محور أهم من الآخر .
أحمد : وما هي يا معلمي ؟
المعلم : محاور القيادة هي : المركبة التي هي السيارة و السائق و الطريق .
أحمد : وضح يا معلمي .
المعلم : إنك عندما تقود سيارتك بجنون وسرعة عالية على طريق سريع ومعبد . لا تظمن سلامة السيارة من الناحية الفنية فقد ينفجر عليك إطار لا سمح الله أو ينفك جزء منها وأنت لا تعلم أو تعطل الفرامل أو … أو ………….. الخ
أحمد : طيب إذا كانت السيارة جديدة والطريق معبد . هل يحق لي أن أسرع ؟
المعلم : صلاحية الطريق وكون السيارة جديدة ليس كافٍ فهناك محور آخر وهو السائق .
أحمد : طيب إذا كان السائق محترف في القيادة .
المعلم : هذا ليس بكافٍ أيضاً ، فقد يكون مرهقاً مما يؤدي به إلى النوم ، أو قد يكون منشغلاً بجهاز التسجيل أو الجوال أو غير ذلك .
أحمد : وإذا كان السائق مرتاح غير مرهق . وليس لديه شيء يعبث به .
المعلم : بقي أمر مهم جداً. وهو ظروف الطريق .
أحمد : وما هي ظروف الطريق ؟
المعلم : عندما يقود السائق السيارة بسرعة كبيرة قد يظهر له مفاجأة على الطريق .
أحمد : مفاجأة !! كيف ؟
المعلم : قد يفاجأ السائق بمشكلة في الطريق : مثل تجاوز خاطئ من سائق آخر ، أو ظهور سيارة تسير بسرعة منخفضة أو تظهر له مشكلة فنية بالسيارة مثل انفجار أحد الإطارات أو غير ذلك . لذا أُوصيكم يا أبنائي بالالتزام بالسرعة القانونية على الطريق

والله سبحانه وتعالى يقول ( ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة )
أحمد : طيب ما هي فائدة حزام الأمان ؟
المعلم : حزام الأمان يثبت السائق على المقعد . ويقيه بإذن الله تعالى من الاصطدام بالمقود أو زجاج السيارة عند التوقف المفاجئ
محمد : هل من الممكن أن توضح لنا فائدة الفحص الدوري الشامل للسيارة .
المعلم : الفحص الدوري الشامل للسيارة مهم جداً . إذ أنه يكشف لك الأعطال الغير ظاهرة في السيارة ويبين لك العيوب التي قد تكون غير عارفـاً لها من قبل .وبذلك تقل الحوادث الناتجة عن أعطال السيارات .فكم من حادثٍ نتج عن انفجار الإطارات أو عطل فني في السيارة مثل عطل في الفرامل . أو عدم وضوح الأنوار الخلفية للسيارة في الليل . أو غير ذلك من الأعطال الفنية التي قد يتساهل بها قائدو السيارات فتؤدي إلى حوادث وكوارث كبيرة .
( في هذه الأثناء يدق الجرس بانتهاء الحصة )المعلم : هل من سؤال ……ثم يخرج .
( بعد خروج المعلم يقوم خالد و محمد وأحمد و يدور بينهم الحوار التالي )
خالد : يا شباب وش رايكم اليوم نقضي العصرية في الطائف . نتمشى في الردف ، ونطلع الشفا .. ونفل . وبعد المباراة نشارك الشباب .
محمد : تشارك الشباب فيش .
خالد : ناخذ لنا تفحيطه وإلا تفحيطتين في الدائري ونرجع .
أحمد : أنا والله ما يمديني يا بو خلود .
خالد : وش عندك يا بو حميد ، لا تقول ابغى أذاكر . ترى اليوم ربوع . خلينا أنفلها ، وننبسط .
محمد : أنا معاك يا بو خلود . لكن من وين لنا بسيارة ؟
خالد : سيارتي ولا يهمك . سيارتي تحت أمركم .
محمد : الله . الله عندك سيارة . ولا تعلمنا .
أحمد : ومن متى ؟
خالد : دوب الشايب الله يخليه جاب لي ونيت جديد طق المطرقة .
محمد : وكيف جابها لك ؟ ما كان يقول والله ما أجيبها لك حتى تتخرج .
خالد : ضحكت عليه بكلمتين . وبرضه العجوز الله يخليها ما قصرت .
أحمد : ما دام كذا أنا بروح معاكم . بس بشرط .
خالد : شرط . اشرط اللي تباه أنا تحت أمرك .
محمد : أكيد يبا ياخذ لفه . " يضحك محمد وخالد "
أحمد : لا يالربع ما أبا أسوق ولا شيء .
خالد : طيب وش شرطك ؟
أحمد : بصراحة هي شرطين .
خالد : أقول هي حراج وإلا إيش . مره شرط ومره شرطين . أقول هات شروطك .
أحمد : أولاً لازم نرجع قبل العشاء .تعرف الشايب عندي لو أتأخر يمكن يذبحني
خالد : موافقين . اللي بعده .
أحمد : الشرط الثاني أباك تلتزم بأنظمة المرور وتمشي على مهلك .
خالد : يا ابن الحلال لا يهمك الونيت جديد . وأخوك سواق ما راح أمشي إلا 140 بس .
أحمد : الله . الله 140 بطلت . بطلت ما ني رايح معاكم مره . ماني معذر في نفسي يا خويه .
خالد : أنت صدقت . أنا سيارتي مبرمجة على 80 ولا يمكن اتعداها
أحمد : 80 ولا تعداها .
خالد : أبشر من عيوني الثنتين . كم عندنا أحمد ، واحد وليت ماش .
) يضع الثلاثة أيديهم في بعض ثم يقولون اتفقنا . اتفقنا – تم يخرجون ويُغلق الستار (



المشهد الثانيمن خلف الستار يُسمع صوت تصفيق وضجة وهم يرددون :
والله خالد شاقني يا ناس دلوني عليه والله الردف شاقني يا ناس دلوني عليه والله الشفا شاقني يا ناس دلوني عليه
وفجأة يصيح أحمد : انتبه . انتبه ، ثم يُسمع صوت الفرامل بعد ذلك يُفتح الستار ويكون أحمد ومحمد وخالد جالسين واضعين أيديهم على رؤوسهم ويبدو عليهم الحزن ، ثم يقوم خالد ويقول )
خالد : الله من الورطة . وش العمل في هذي المصيبة .
أحمد : أنت السبب . أقول لك أمش على مهلك . وما سمعت الكلام .
خالد : يا ابن الحلال أخذتني السواليف والضحك وحطيت رجليوبعدين مدري من وين طلع لنا هذا الآدمي .
محمد : تدري إنه كان قاطع الشارع رايح للصلاة .
خالد : بس الوقت ما كان وقت صلاة .
أحمد : وانت وش دراك عن أوقات الصلاة . يا حبيبي الوقت كان صلاة العصر يا نايم .
أحمد : ( بحزن ) مسكين مات وهو رايح للصلاة .
محمد : الله يرحمه . الله يرحمه . ويصبر عياله .
أحمد : يا ويلك من الله . يا ويلك . ذبحت ها المسكين وهو رايح للصلاة . وش ذنبه . قلي وش ذنبه .
خالد : الله يرحمه . هذا قدر من الله وأنا ما لي سبب .
أحمد : ما لك سبب .ذبحت الآدمي وتقول ما لي سبب ؟ ( يسكت أحمد قليلاً . ثم ينفعل ويمسك بحلق خالد ويقول )
أنت السبب . انت السبب . ورطت نفسك وورطتنا معك.منك لله.منك لله
محمد : ( يصرخ بصوت مرتفع ) اهدوا يا شباب اهدوا .
أحمد : أهدا . كيف أهدا وحنا في ها المصيبة .يا ويلي ويلاه وش تباني أقول للشايب . هاه وش تباني أقول . والله ليذبحني
محمد :يا شباب لازم انفكر واندور على حل .
خالد : تبغون الحل .
أحمد : هات يا حكيم زمانك .
خالد : الحل بروح أسلم نفسي للشرطة . وربك يحلها .
محمد : تبا الصراحة ما لها غير كذا .
أحمد : تعرف إن هذا الكلام أحسن شيء قلته في حياتك . والا أنت دايم ابو المصايب .
( يتقدم إلى الجمهور ثم يقول )خالد : يا ناس أنا أخطيت . وأنا ندمان . ولكن وش يفيد الندم . وقد قتلت نفساً بريئة كانت ذاهبة لأداء الصلاة . يا ويلي من الله شتت شمل أُسرته . ويتمت أبنائه ، سامحني يا رب . سامحني يا رب . سامحني يا رب .
( يتقدم أحمد ومحمد ثم يعضدان خالد ثم يخرجون ويغلق الستار )
المشهد الثالث :
( يفتح الستار على علي و عبد العزيز وعلي يقرأ من قوله تعالى ( وجاءت سكرة الموت .. ) ثم يدخل عليهم أخوهم الأكبر ثم يقول)
الأخ الأكبر : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
الاخوة : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الأخ الأكبر : ألم يعد أبي بعد يا أولاد .
عبد العزيز : لا لم يعد بعد . لقد تأخر
علي : لا تقلق . إن من عادته أن يذهب بعد صلاة العصر لقضاء بعض الحاجات . ولا تنسى أنه صائم .
عبد العزيز : نعم إنه يصوم يوماً ويفطر يوم . فهو يريد أن يقضي يومه بعيداً عن البيت .
الأخ الأكبر : الله يعيده بالسلامة ( ثم يتقدم إلى الجمهور ويقول ) لا أدري لماذا قلبي غير مطمئن عليه . الله يستر .
( في هذه اللحظة يطرق الباب )
الأخ الأكبر : من ؟ تفضل .
الأبناء الصغار جميعاً : هذا أبي قد عاد . أبي قد عاد .( يندفع الصغار باتجاه الباب )
الأخ الأكبر : من يا أولاد ؟ هل عاد أبي يا أولاد .
علي : لا لم يعد . ولكن هناك رجل يريدك .
الأخ الأكبر : يريدني أنا . دعوه يدخل .
أحدهم : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
الأخ الأكبر : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته . تفضلوا .
أحدهم : هل أنتم أبناء الشيخ : عبد الله
الأخ الأكبر : نعم . ولكن ما الأمر ؟
أحدهم : إن أبيك قد دهسته سيارة مسرعة وهو ذاهب لصلاة العصر . وقد مات . عظم الله أجركم .
الأخ الأكبر : وأين هو الآن ؟
أحدهم : إنه بالخارج .
( في هذه الأثناء يدخل رجلان يحملان نقالة عليها شخص ملبوس بلباس أبيض وعليه بقع من الدم ثم يضعانها على الأرض وبعد ذلك يدخل رجل أمن وهو يمسك بخالد مكبل )
الصغار : (يتقدم الصغار نحو الجنازة ثم يقولون بصوت واحد ) أبي مات . لاااااااااااااااااا . ثم يأخذون في البكاء وينكبون على والدهم
الأخ الأكبر : ( يتقدم للجمهور ثم ينشد بصوت حزين )
هذا أبي ملحفٌ فداكَ روحي يا أبي
بسببِ التهورِ قد ماتَ وهو صائمي
ماتَ خلَّفَ صبيةً خلفه يبكونَ ألمي
ما بالهم ما حالهم مثواكَ جنةُ ربنا
هذه نصيحةٌ لكلِ قائدٍ متهورِ
رحماكَ بنفسك رحماكَ بالوطنِ
الوطنُ يحتاجك يحتاجُ كلَّ مواطني
ضع يدك يا أخي بيدي نبنيهِ فلا تهدمِ


يقوم بعد ذلك علي ويأخذ بيد خالد ثم يتقدم للجمهور وينشد :
إذا ما كنت ذا عقلٍ كبيرٍ فلا تهمل قوانينَ المرورِ
قد استعصت مشاكله وجلت على كل المعقدِ من الأمورِ
لنا في كل منعطفٍ مآسٍ يشيب لهولها رأسُ الصغيرِ
فكم من أُسرةٍ نكبت وكانت تعيشُ بكدِ عائلها الكبيرِ
دهته الحادثاتُ وقد تردى وخلفَ صبيةً مثلَ الطيورِ
غدوا من هول نكبته يتامى فيا للهِ من سوءِ المصيرِ
وكم من نكبةٍ حلت بطيشٍ فأودت بالبراعمِ للقبورِ